القلق اللذيذ
لم أسجل اليوم في أوراقي أني رأيتك.. ولن
أقول بأنني أتعذب وأنا أنتظرك، أبدا لم أتعذب إنما مر الوقت سابحا مع أحلامي،
مشحونة أنا بلهيب سنين وساعات انتظارك، حتى أصبح لبعدك سحر خاص، وتأثيرك في على
البعد له نشوة واتقاد.. في البعد يتسرب من جسدي حنين ينسج حولي بيتا من حرارة..
رغم حرقتها حلوة.. استمتع بلسعها كما تستمتع بأكل الشطة والأطعة الحراقة.. وأعيش
داخل هذا البيت.. معك وحدك مع نظرة ارسلتها إلي عفوا، وانطبعت في ذاكرتي، مع كلمة
انسابت من شفتيك في خفوت ممتزجة بوله قلبك مع ايماءة حركة يد.. لفتة عنق.. كلها..
كلها في ذاكرتي.. تعيش في وجداني.. تشعلها نبضات عروقي.. يرسلها ذهني واحدة وراء
واحدة على شط أحلامي فتشع في حناياي حرارة حلوة حراقة.. تماما كما اختزنتها أول
مرة..
لم يثبت يا حبيبي أن مات عاشق ولهان متأثرا
بجراح الحب.. جراحك تحمي.. جراحك تهب الحياة، تبشر بعودة الروح..
حبيبي..
وأنت في البعد لك حضور.. لعينيك على البعد أشعة فوق العادية، ينقلها الهواء على
موجتي الخاصة.. تلهب على البعد، تزيد وهج القلب على البعد.. تجمل بريق العينين على
البعد، تعصف بالخلايا النائمة تجعلها في حالة يقظة على البعد.. أنت حبيبي في القرب وفي البعد ..
رغم
أنني لم أسجل اليوم في أوراقي أني رأيتك.. فقد سجلت في حناياي لحظات من القلق
الحلو الحراق.
جريدة الراية: 15 مايو 1997