للمرة ال 2013 يأتي شهر
يناير.. يأتي بالأفراح أحيانا وبالأحزان أحيانا، بالانتصارات قد يأتي وقد يأتي بالهزائم، يأتي باللقاء مع الحبيب لبعض
الناس، وأحيانا يكون موعده مع الفراق والنزاع، يأتي فنتفاءل رغمَ ما تحملُه أرواحنا من ألم، وأحيانا نشعر أنه لا
جديد ويتملكنا اليأس.
يناير أول السنة الميلادية
يروح ويجيء غير عابيء بما يصيبك أو يأتيك فهو لا يفرح بفوزك وحصولك على الجائزة، ولا
يحزن لطرحك وفقدك الغالي من الأهل.. ميزته الوحيدة أنه لا يخلف موعده، لا يتوارى لبرد ولا يتقدم لدفء، هو يلزم عهده بملامح
حيادية وبتعابير فولازية، نحن الذين نسجله في أوراقنا وذاكرتنا بما حصل عندنا من أحداث.
هو يريد أن يأتي في صمت
ويذهب في صمت ونحن الذين نبالغ في استقباله، ولكل منا طقوسه الخاصة، لكل منا منطقه
الذي يستقبل به الشهر الأول الذي يكر بعده أحد عشر شهرا حتى يعاود الحضور.. فهناك من
يقيم ليلة استقباله بصخب ما بعده صخب، وعند الذروة تطفأ الأنوار ثم تضاء والناس غير
الناس في خيالاتهم.
وغيرهم يعاملونه بالمثل..
بجفاء يستقبلون قدومه.. ارقد بجوار الذين سبقوك ليست لك ميزة.
وإذا كنا نحن من نعطي
للتاريخ ديمومة وثبات كل بحسب ما مر به من أحداث، فكيف إذا كان الحدث جماعي.. وليس
على مجموعة من الناس فقط ولكن على دولة بكاملها.. 90 مليون شاهد على الحدث، فقد شهدت
جمهورية مصر العربية منذ عامين حدثا بهيجا وانتفاضة عارمة.. وتوحد في الكلمة والهدف..
حدث هذا في يناير 2011 والشهر يجمع رداءه وإزاره استعدادا للرحيل، إذا بالكل يستوقفه
انتظر أيها الشهر الكريم حتى تشهد قبل خمسة أيام على رحيلك ماذا نحن فاعلون..
هذا الذي نهب أرزاقنا
لابد أن يرحل معك.. هذا الذي يرانا ملكية خاصة خذه والقي به هناك في ذاكرة النسيان..
نوصيك أيها الشهر أن تتوقف وأن تشهد وأن تحكي عنا أو دعنا نحكي عنك.
كم كنت كريما طاوعتنا..
وكم كنت حصيفا حين أزف موعد رحيلك فأوصيت الشهر بعدك أن يتم المهمة.
وها نحن نقيم فيك الأفراح
ونجتر فيك الذكريات ونأمل أن تجدد العهد معنا بالازدهار والرخاء فقد طال انتظارنا ونفد
الصبر.